الصحة العامة

الوقاية من الأمراض المزمنة: أسلوب حياة يحمي صحتك على المدى البعيد

الوقاية من الأمراض المزمنة

مع انتشار الأمراض المزمنة في زمننا الحاضر أصبحت الوقاية من الأمراض المزمنة مطلبا للجميع، لمنع مشاكل الأمراض المزمنة وتلافي المضاعفات الخطيرة على المدى البعيد، فما هي سبل الوقاية؟ وكيف يمكن تحقيقها؟ وما أهميتها؟ وقبل كل ذلك ما هي الأمراض المزمنة؟ سنجيب على كل هذه الأسئلة في المقال التالي.

ما هي الأمراض المزمنة؟

الأمراض المزمنة هي تلك الأمراض التي يظل المصاب بها مصاباً إلى آخر عمره وربما تتطور إلى مضاعفات، بعكس الأمراض الأخرى أو ما يسمى بالمرض الحاد acute disease التي يصاب بها الفرد لفترة معينة ثم يشفى مع العلاج.

من أشهر الأمراض المزمنة:

  • مرض السكري من النوع الثاني.
  • مرض ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السمنة.
  • بعض أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.
  • أمراض القلب والشرايين

أهمية الوقاية من الأمراض المزمنة

القاعدة الطبية تقول دائما أن الوقاية خير من العلاج، ونظرا لخطورة الأمراض المزمنة وصعوبة الشفاء منها بعد الإصابة بها لذلك فإن الوقاية منها أحفظ للصحة، ويمنع مخاطر تلك الأمراض ومخاطر المضاعفات الناتجة عنها.

كذلك فإن الوقاية من الأمراض المزمنة تُحسّن من جودة الحياة وتمنع تكاليف العلاج المتوقعة في حال الإصابة.

تدخل أساليب الوقاية في مخططات الدول لرفع كفاءة الرعاية الصحية للأفراد وتخفيض الإنفاق العام على العلاج وزيادة إنتاجية الأفراد الناتج عن رفع مستويات الصحة العامة.

استراتيجيات فعّالة للوقاية من الأمراض المزمنة

يمكن لأي شخص أن يخطو خطوات فعّالة نحو الوقاية من الأمراض المزمنة من خلال اعتماد نمط حياة صحي ومستقر، ويشمل ذلك:

1. التغذية الصحية

تضمن التغذية الصحية مناعة أفضل وصحة أجود، وتشمل التغذية الصحية كلا من:

  • تناول الفواكه والخضروات يوميًا.
  • الحد من الدهون المشبعة والسكريات.
  • شرب كميات كافية من الماء.
  • اختيار الأطعمة الكاملة والغنية بالألياف.

2. النشاط البدني المنتظم

من أهم أسباب تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة خاصة أمراض القلب والسمنة والسكري زيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة، وهذه أبرز النصائح في هذا المجال:

  • ممارسة الرياضة 30 دقيقة على الأقل يوميًا تحسن من الدورة الدموية وتعزز من حرق الدهون الزائدة.
  • دمج النشاط الحركي في الروتين اليومي (المشي، صعود الدرج) حيث يعمل ذلك على ضمان تحسين وصول الدم لجميع اجزاء وأجهزة الجسم.
  • تقليل الجلوس لفترات طويلة

3. الامتناع عن التدخين

تجنب التدخين تمامًا حيث يسبب الكثير من الأمراض المزمنة ويضعف من صحة الجسم، واحرص كذلك على الابتعاد عن الأماكن التي تحتوي على مدخنين حيث يسبب التواجد معهم في أذى يماثل التدخين تماما.

4. تقليل التوتر والضغط النفسي

يفيد تقليل الضغط النفسي في تحسين أداء الجسم، ويحدث ذلك عن طريق:

  • ممارسة تمارين التأمل أو اليوغا.
  • تخصيص وقت للراحة والاسترخاء.
  • التحدث مع أخصائي نفسي عند الحاجة.

5. الفحوصات الدورية

الفحص الدوري مهم من أجل الوقاية من الأمراض المزمنة

يساعد الفحص الدوري الطبي على منع تطور بعض الحالات الطبية في بدايتها من التطور إلى مرض مزمن، ولذلك يوصي الأطباء بإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية الدورية بشكل منتظم، وتشمل:

  • قياس ضغط الدم وسكر الدم بشكل منتظم.
  • إجراء فحوصات مبكرة للكشف عن السرطان.
  • متابعة الوزن ومؤشر كتلة الجسم.
  • بعض التحاليل الطبية الضرورية مثل تحليل الدهون وتحاليل وظائف الكبد والكلى.

عند إجراء الفحوصات الدورية يستطيع الطبيب معرفة مدى صحة الأعضاء الداخلية واحتمالية الإصابة بأحد الأمراض، مما يعطي فرصة لتغيير بعض العادات أو تناول بعض الفيتامينات أو الأدوية التي تمنع الإصابة بهذا المرض أو تطيل المدة قبل الإصابة به.

الوعي المجتمعي لتعزيز الوقاية من الأمراض المزمنة

في الكثير من الأحيان تظهر بعض علامات السكري من النوع الثاني مبكرا على شكل ارتفاعات طفيفة في مستويات سكر الدم لا تصل لنفس ارتفاع مريض السكر، مع بعض أعراض مجتمعة تسمى “مقاومة الأنسولين”؛ وفي هذه الحالة عند اكتشاف الأمر مبكرا يمكن منع تطور الأمر لمرض السكري فعليا عن طريق تحسين العادات الغذائية وتحسين النشاط البدني وتناول بعض العناصر المحفزة على تحسين حالة الجسم العامة مما يمنع تطور الأمر إلى مرض السكري.

يحدث ذلك في جميع الأمراض المزمنة، ولذلك فإن الوقاية من الأمراض المزمنة ليست مستحيلة، وانما تحتاج إلى الوعي المجتمعي لتحفيز الأفراد على المتابعة الجيدة لصحتهم والاهتمام، وتقوم الكثير من الدول بحملات مبكرة للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة ومنع تطور المرض من أجل رفع الصحة العامة في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *